الاثنين، 6 يوليو 2009

ما هو الفن التشكيلي بواسطة:

ما هو الفن التشكيلي :

Résultat de recherche d'images pour "‫ما هو الفن التشكيلي :‬‎"
 الفن التشكيلي يعرف الفن التشكيلي على أنّه كل ما يؤخذ من الواقع الطبيعي ، حيث يتمّ صياغته بطريقة جديدة ، أي يتمّ تشكيله بشكل جديد ومختلف عمّا هو في الطبيعة ، فلذلك يطلق عليه اسم ( تشكيل ) ، حسب رؤية هذا الفنان الذي يقوم بأخذ أفكاره والمفردات التي يودّ تشكيلها من جديد من المحيط الذي يعيشه ، ووفق نهجه الخاص . أهم مدارس الفن التشكيلي إنّ الدارسين للفنون عموماً ، وللفن التشكيلي على وجه الخصوص ، قد وضعوا دراسة وتصنيفاً يحدّد المدارس التي تنتمي لهذا الفن ، سآتي على ذكر أهمّها : المدرسة الواقعيّة : وهي التي يتمّ نقل الواقع الموجود طبيعياً بصورة فنيّة ( طبق الأصل ) ، فتكاد تكون كصورة فوتوغرافيّة ، حيث تلتقطها عين الفنّان وتسجّلها بأدقّ تفاصيلها وأبعادها ، إلاّ أنّ وبسبب عدم تملّص الفنّان من مشاعره واحاسيسه ، فغالباً ما كان يدخل شيئاً من عواطفه في عمله ، فوجدت ( الواقعية الرمزية ، والواقعيّة التعبيريّة ) . وقد أثّرت الفترة التي ظهرت فيها الواقعية في أعمال الفنانين إنّ كان بتوثيق الشخصيات التي اشتهرت سياسياً أم اجتماعياً أم دينياً ، لنجد أعمالهم أتت على شكل كلاسيكي ، مهتمة بالبورتريه الصامتة . المدرسة الإنطباعيّة : وبدأت هذه المرحلة من الفن ، حينما قرر الفنان حمل مرسمه والخروج به خارج غرفته ، متجهاً إلى الطبيعة ، حيث كان يعتمد على المشاهدة الحسيّة ، فيضفي بذلك على المنظر أحاسيسه التي استقاها من انطباعاته الحسيّة المباشرة ، وتميّزت هذه اللوحات على إبراز العناصر الطبيعيّة أكثر كالنّور والظلّ ، وما إلى هنالك . المدرسة الإنطباعيّة الجديدة ، أو ما بعد الانطباعيّة : وهي دمج بين المدرستين الإنطباعيّة والواقعيّة ، بأسلوب حديث ، وقد تميّز فنانين هذه المدرسة بعدم رضاهم عن الطريقة الإنطباعيّة القديمة ، حيث بحثوا عن الأصالة والعمق ، فبقي مرسمهم في الطبيعة ، إلاّ أنّ ألوانهم كانت شديدة ، وأعمالهم تتسم بالتناسق ، فأتت أعمالهم على القماش للمرة الأولى . المدرسة الرمزيّة : وهي التي بدأت بالاعتماد على الترميز في الرسم ، والتخلّي عن التصوير طبق الأصل للطبيعة ، فكان الترميز واضحاً من خلال أوضاع الرسم وأيضاً الألوان . المدرسة التعبيريّة : وهي ظهرت مع بداية القرن العشرين ، حيث اعتمدت على فكرة عدم التقيّد بنقل الصور بأمانة ، وإنّما تعتمد على إنطباع الفنّان لهذا المشهد أكثر من تصويره بدقّة . المدرسة الدادائيّة : وكان هدف هذه المدرسة توصيف لكل ما هو مهمل في الحياة ، وبذلك تعظيمها وشرحها كما لو أنها غاية في الأهميّة ، كتصوير سلة المهملات ، أو أرصفة ملوثّة ، فكان الهدف من طريقة الرسم هذه هي إظهار الأهميّة . المدرسة السورياليّة : حيث اعتمدت هذه المدرسة على تجسيد الأحلام والأفكار ، فكانت ترسم عن طريق استعادة ما في الذاكرة ، لا عن طريق النقل . المدرسة التجريديّة : وهو يعتمد على تجريد الطبيعة للحقائق التي هي عليه ، وإعادة بثها بطريقة مختلفة عن حقيقتها ، وإنمّا برؤية الفنان التي تخضع لخياله ولألوانه الخاصّة والحركة .

تعددت أنواع الفنون وفروعها وتقسيماتها بناء على الدراسات الإنسانية من مختلف جوانبها الفلسفية والنظرية والتطبيقية وقد اتفقت معظم هذه الدراسات على تقسيم الفنون إلى أربعة أقسام رئيسية هي:
( الفنون البصرية ، المسرح ، الموسيقى ، العمارة) ونظراً لاهتمامنا هنا بالفنون البصرية فإننا سنتناول في حديثنا هنا هذا الفرع من الفنون بصفتنا نمارس العمل التشكيلي الذي يعتمد على الرسالة البصرية في أدواته وتقنياته ووسائطه المختلفة ، ودعونا قبل الخوض في الحديث عن الفنون البصرية نتناول بعض المصطلحات بالتعريف والدراسة من مصادرها .
الفن : الفن في اللغة هو واحد الفنون . وهي الأنواع ، والفن : الحال .
والفن : الضرب من الشيء والجمع أفنان وفنون . وهو الأفنون .. يقال : رعينا فنون النبات . وأصبنا فنون الأموال .
وفي تعريف آخر : هو تطبيق الفنان معارفه على ما يتناوله من صور الطبيعة فيرتفع به إلى مثل أعلى تحقيقاً لفكرة أو عاطفة يقصد بها التعبير عن الجمال الأكمل تلذيذاً للعقل والقلب .
وإذا تناولنا كلمة (Art) فنجد أنها تنحدر من التعبير اللاتيني آر، آرتيسars ،artis ، بمعنى الترتيب ، والذي كان يعنى في بداية استعماله : معرفة . علم Science ,Savoir . ثم تحول المعنى فيما بعد ليصبح : طريقة أو وسيلة Moyen , Method . ولقد أعطى التعبير اللاتيني آر ars لكلمة Art معظم معانيها التي استخدمت في معظم القواميس الأوروبية والتي تعادل إلى حد كبير معاني كلمة تكنة tekhne في اللغة الإغريقية .
وبناء على تلك القواميس وعلى ما تعطيه المراجع الأدبية و الفلسفية يمكن ترجمة مفهوم هذه الكلمة كالتالي :
" استعمال بعض القدرات الذهنية أو بعض المهارات اليدوية في تحقيق عمل ما . أو في صنع حاجة ما . ، وبمعنى آخر هي كلمة يمكن أن نعرف بها أو نطلقها على العملية التي يقوم بها المرء ويؤدي في الأخير إلى صنع شيء ما . دون أن يكون للطبيعة نفسها أي دور في هذه العملية " .
وبناء على هذا التعريف الذي ميز بين ما هو من صنع الإنسان وما هو من صنع الطبيعة دون تدخل الإنسان فيه بأي شكلٍ من الأشكال يمكننا التعرف عند تأملنا على أي شيء من صنع الإنسان على جانبين هما :


- الصنعة أو الحرفة التي تمت عليها وبها صناعة تلك الحاجة .
- الجانب المتعلق بالخامة أو المادة الأولية التي صنعت منها الحاجة نفسها .

هذا التقسيم بدوره يقودنا إلى مفاهيم فنية طرأت على الفن وقسمته إلى عدة تقسيمات على أساس المفهوم الذي بنينا عليه التعريف الأساسي للفن ومن هذه المفاهيم :
الفنون الجميلة : وهي ما كان موضوعها تمثيل الجمال كالموسيقى والتصوير والشعر والبلاغة والنحت وفن البناء والرقص .
Fine art - is defined as 'a visual art created primarily for aesthetic (concerned with emotion and sensation as opposed to intellectuality) purposes and valued for its beauty or expressiveness, specifically, painting, sculpture, drawing, watercolor, graphics, or architecture
وإذا نظرنا إلى مصطلح الفنون الجميلةFine Arts) ) التي هي - وكما ورد في المعاجم الأجنبية – "اللفظة الشائعة" للفنون البصرية (Visual Arts ) نظراً لارتباط فكرة الفن بالجمال النابعة عن اقترانه بفضيلة الإتقان كون الفنان كلمة تطلق على من يتقن عمله وينجزه على أتم وجه بل اتقاناً يفوق المعهود أو المتوقع أحياناً انطلاقاً من رؤية فكرية وعقائدية إلى جانب الناحية المعنوية التي تقود إلى الإحساس بالرضا ثم الإحساس بالجمال .
وكون الفنون البصرية تعتمد على إدراكها في الأساس على حاسة البصر الذي أخذت منه مسماها فهي تعتمد على الشكل الذي من خلاله تتجسد أمامنا هيئة العمل الفني أو صورته .
والشكل في اللغة واحد أشكال وشكول وهو الشبه أي صورة الأشياء المحسوسة أو المتوهمة ويراد به غالباً ما كان من الهيئات يلاحظ من خلالها أوضاع الجسم كالإستدارة والاستقامة والاعوجاج .. وهو أيضاً المذهب أو القصد .. وجمال المنظر .. يقال فلان شكله جميل .. أي أنه حسن الصورة ، وشكل الشيء : صوره .
ورد في تفسير ابن كثير للآية رقم 8 من سورة الإنفطار :
قال قتادة عن الآية الكريمة (في أي صورة ما شاء ركبك) : قادر والله ربنا على ذلك ، ومعنى هذا القول عند هؤلاء أن الله عز وجل قادر على خلق النطفة على شكل قبيح من الحيوانات المنكرة الخلق ولكن بقدرته عز وجل يخلقه على شكل حسن مستقيم معتدل تام .. حسن المنظر والهيئة .
وقال ابن جرير : حدثني محمد بن سنان القزاز حدثنا مطهر ابن الهيثم ، حدثنا موسى بن علي بن رباح ، حدثني عن أبي عن جدي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له : "وما ولد لك ؟ قال يا رسول الله ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية ، قال : فمن يشبه ؟ قال يا رسول الله من عسى يشبه إما أباه وإما أمه ، فقال النبي عندها : مه .. لا تقولن هكذا إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله تعالى كل نسب بينها وبين آدم ، أما قرأت هذه الآية في كتاب الله (في أي صورة ما شاء ركبك) قال : شكّلك" .
ومن خلال التعاريف السابقة ومن أجل إيجاد علاقة بين ما سبق ذكره من ضروب الفن وبمال أن الله سبحانه وتعالى هو المصور .. وخالق هذا الكون وخالق الإنسان الذي لا يعدو عمله أن يكون تجميعاً للعناصر والخامات التي يجدها في الطبيعة .
والفنون الإنسانية جميعها هي تجميع العناصر لإيجاد التكوين " Composition " وهذه الكلمة تتألف من مقطعين هما : "Comp " بمعنى Together (معاً) والشق الثاني "Position" أي (وضع) بمعنى وضع الأجزاء معاً ليتكون منها كلاً .
ودور الفنان هو بمثابة أداة لتنظيم هذه العناصر وفقاً لنمط أو نهج رآه معبراً عن ميوله وأحاسيسه ، فالفنون لا تخلق وإنما تشكّل العناصر .
حيث يقوم الإنسان بتجميع الهيئات والأشكال أسوة بالطبيعة التي تعد رائدة الفنون التجميعية "Combination Arts " أو ما يعرف بالفنون التشكيلية .
ولعل أقدم الفنون التي عرفها الإنسان .. فن التصوير الذي ظهر في العصر الأورجناسي الأسفل أواخر العصر الحجري القديم في براسمبوي بمقاطعة لاند في فرنسا من خلال تمثال منحوت لرأس امرأة .. بالاضافة إلى الصور الجدارية التي وجدت في كهوف لاسكو بفرنسا .. وإن أردنا تعريف التصوير كمصطلح عام : فهو فن تمثيل الأشخاص والأشياء بالألوان والصورة هي كل ما يصوّر وهي الصفة والنوع والوجه والهيئة .. يقال صورة لأمر كذا .. أي شكله .
وقال المصنف في البصائر : الصورة ما ينتقش به الإنسان ويتميز بها عن غيره ، وذلك ضربان :
- ضرب محسوس يدركه الخاصة والعامة بل يدركها اإنسان وكثير من الحيوانات كصورة الإنسان والفرس والحمار .
- ضرب معقول يدركه الخاصة دون العامة كالصورة التي اختص بها الإنسان من العقل والروية والمعاني التي تميز بها .
وورد كذلك أن التصويرة واحد تصاوير وهي التمثال .
من هنا يتجلى لنا أن لفظة تصوير تطلق على تمثيل الأشياء وتشكيلها مع اختلاف الأدوات المستخدمة في هذا التمثيل من خلال تجميع عناصر وخامات مخصوصة يراد بها تكوين تلك الصورة سواءً كانت منحوتة أو كانت بالألوان كما ورد في تعريف التصوير بأنه فن تمثيل الأشخاص والأشياء بالألوان . أو من خلال التصوير الشمسي وهو فن إثبات الصور الحاصلة بواسطة غريفة سوداء مظلمة على صحيفة سريعة التأثر بالنور والذي يعرف أيضاً بالتصوير الفوتوغرافي "Photography " وهي كلمة يونانية مكونة من شقين Photos بمعنى ضوئي ، وGraphis بمعنى إبرة أو فرشاه رسم ، Graphe بمعنى تمثيل خطي أو رسم والمراد به التشكيل بواسطة الضوء أو التسجيل بواسطة الوسائط الكيميائية والميكانيكية على شكل صورة دائمة تتكون على طبقة من مادة حساسة للضوء .
Photography (Greek "drawing with light" from photos = light, and graphis = stylus, paintbrush or graphê = representation by means of lines, drawing) is the technique of recording, by chemical or mechanical means, a permanent image on a layer of material sensitive to light exposure.
لقد كانت مجالات الفنون متمازجة ومتلاحمة ومترابطة ببعضها حتى تم تمييزها في القرن السادس عشر الميلادي في فلورنسا بإيطاليا ، حيث تم تمييز الرسم والتصوير بالألوان والنحت وغيرها ، وإبعادها عن الحرف اليدوية والصناعات مثل صناعة الأواني والأثاث والتطريز وغيرها .
وقد حدث هذا التمييز بعد أن أخذ مفهوم الفن عند الأوروبيين يتبدل ليصبح مفهوماً متأصلاً فكرياً . بمعنى أنه قد صارت له من النظريات العلمية والأدبيات المتداولة بين الفنانين ما يميز بين ما هو حرفي ويدوي وبين الفن الذي صار مجالاً ثانياً مختلفاً يعتمد فيه في إنتاجه على الفكر والجهد الذهني .فأصبح الفن بمثابة العلم البحثي أي انه اصبح نوعاً من العلم قائم على دراسة مبادئ تصاميم الظاهر الطبيعي أو المرئي المحسوس للأشياء .. نتيجة للدراسات العميقة والنظريات الراقية التي خلفها فنانو عصر النهضة الأوروبية مثل ليوناردو دافنشي ورفائيل ومايكل أنجلو .
مما سبق نستخلص أن الفن التشكيلي بكافة فروعه وباجتماع عناصره هو الاسم الجامع لما يمارسه الإنسان من تجميع للعناصر والخامات التي يعبر بها عن فكره وعن رسائله الموجهة وعن رؤاه مستخدماً في ذلك الأدوات التي تمكنه من توصيل ما أراده من خلالها ضمن إطار جمالي .
وهذا العمل في المقام الأول نابع من عواطفه ومشاعره الإنسانية وردود الفعل الناتجة من باطن تفكيره .. معتمداً في نفس الوقت على منهج البحث العلمي والرؤية الفكرية المدروسة بشكل موازٍ لهذا التعبير .
ويبقى الفن التشكيلي محتفظاً بأهميته التاريخية والفكرية النابعة من استمراريته وغزارته وقدرته دائماً على تزويد الحضارات الإنسانية المختلفة بالطاقة اللازمة لإنشائها و صناعتها وتطويرها .

المراجع :
· تفسير القرآن العظيم لابن كثير .
· الفوائد لابن القيم الجوزية .
· لسان العرب لابن منظور .
· مختار الصحاح للرازي .
· المنجد في اللغة والأعلام .
· معجم ألفاظ القرآن الكريم.
· الفنون في عصور ما قبل التاريخ د. حسن الباشا .
· التكوين في الفنون التشكيلية . عبد الفتاح رياض.
· مجيء الفن بمفهومه الأوروبي إلى العالم العربي . د. أحمد باقر .
· Webster’s Dictionary .
· Wikipedia encyclopedia.
__________________
لا يمكن صنع العجة
دون تحطيم البيض


مجهود تشكر عليه عزيزي أشرف. و أحب أن أرحب بك مجددا في محورك المرموق هذا.
سنحاول عزيزي سوية من خلال هذا المحور الى زيادة العمق في فهم المفاهيم. و أرجو أن يتسع صدرك للمداخلات.
بدا لي لوهلة، أنّ المراجع المرفقة أكثر من مقاطع بحثك المرموق. و من المتعارف عليه(كأمر لازم) في عملية البحث العلمي، تضمين الاقتباسات بين علامتي تنصيص، لتوضيحها(كحق فكري لآخر) وفرزها كمجهود مختلف عن مجهود الباحث. هذا أمر.
الأمر الثاني، هو تضمين المراجع. و فيه، فلا بأس من ذكر مراجع اعتمد عليها المرجع الأصلي. كأن يكون لدى باحث ما، مرجع واحد أو مرجعين فقط، و في كل مرجع من هذين المرجعين، خمسة مراجع أخرى. فيمكن تضمين البحث بـ الاثني عشر مرجعا، التي هي عبارة عن المرجعين الرئيسيين، و العشرة مراجع المضمّنة فيهما. أقول، يمكن ذلك. لكن بشرط الاشارة مباشرة الى المراجع المضمّنة في المرجعين الأصليين. أقول ذلك أيضا، لسبب بسيط، هو أن ما تقدمه لنا مشكورا، هو بحث علمي(أو على الأقل كما تفضلت بتسميته أنت)، و ليست مقالا أو قراءة أو ما شابههما. و لأني واثق من مراعاتك لمثل هذه الأصول و سواها، فقد أوردتها لك هنا. الاّ أني رغم ثقتي تلك، لم أشاهد ملامح تلك المراعاة على بحثك المرموق. لذلك اقتضى التنويه.

العزيز أشرف، ليست المفاهيم كما ذكرت انت عزيزي " ... ولكن لاعتقادي بأنه من المسلمات الفنية التي يجب تجاوزها كونها من المبادئ الأساسية للمارسة الإبداعية... " .
بل أعمق من ذلك. دعني أستعرض لك شيئا مما ورد في بحثك الكريم.
اقتباس من أشرف:
" تعددت أنواع الفنون وفروعها وتقسيماتها بناء على الدراسات الإنسانية من مختلف جوانبها الفلسفية والنظرية والتطبيقية وقد اتفقت معظم هذه الدراسات على تقسيم الفنون إلى أربعة أقسام رئيسية هي:
( الفنون البصرية ، المسرح ، الموسيقى ، العمارة) ونظراً لاهتمامنا هنا بالفنون البصرية فإننا سنتناول في حديثنا هنا هذا الفرع من الفنون بصفتنا نمارس العمل التشكيلي الذي يعتمد على الرسالة البصرية في أدواته وتقنياته ووسائطه المختلفة "
ألم تلاحظ عزيزي أنك قد أسقطت فن الأدب من الفنون التي أشرت اليها. هذا رغم تضمينك للشعر و البلاغة في مكان آخر من بحثك كفنين مختلفين من الفنون الجميلة. ان كنت تلاحظ معي عزيزي ذلك، فالتريث هو الأولى حين التطرق الى مفاهيم الأشياء. أما تحويل المفاهيم الى مسلمات، فيقودنا الى تسطيح الأشياء بحيث تفقد عميق معانيها، و تفقدنا نشوة ممارستها.

و من محاسن الصدف، أن يردني على بريدي الخاص، سؤال من أحد الأعضاء الكرام يستوضح فيه عن موقع فن الضوء من الفنون السبعة. كان هذا منذ أسبوعين تقريبا. و بعد بحث على الشبكة العنكبوتية، تبين لي ما لخصته لك عزيزي هنا:
اقتباس من ابن الهيثم:
" ... أما وقد سألتني، أين التصوير الضوئي من تلك الفنون السبعة؟ فاني و ببساطة أجيبك، لا أعــــــــــــــــرف.
سبعة، كرقم، شيء اتصل بتاريخ الحضارة الانسانية. و الأشياء المميزة، دائما يضعها الانسان عبر التاريخ، في أقسام أو تعداد يبلغ السبعة. و بغض النظر عن الفنون السبعة فانّ رقم 7، رقم تختلط فيه أقدم الخرافات و أصدق الحقائق. طبعا، أصدق الحقائق هي ما ورد في القرآن الكريم و سنة المصطفى صلى الله عليه و سلّم.
الفنون السبعة، يرجع تاريخها الى القرون الوسطى(أي حينما كانت الأرض جنّةً يتسيّدها المسلمون الأوائل، و تغرق أوروبّا في جهل عميق). حينها ظهرت الفنون السبعة بواسطة الكنيسة(المشرّع الديني للنصارى)، لجدولة و تنظيم التعليم. الهدف من ذلك، خدمة الله على زعم الكنيسة. لا يقصد عزيزي، آنذاك بالفنّ، الاّ النشاط الانساني الراقي فقط. و لا يشترط أن يكون نشاطا ابداعيا كما نفهم اليوم عن الفن.
الفنون الحرّة السبعة(فنون الرجل الحرّ).
المستوى الأدنى(ثلاثة فنون/ دراسات دنيا):
1- النحو.
2- البلاغة.
3- الجدل.
المستوى الأعلى(أربعة فنون/ دراسات عليا):
4- الحساب.
5- الهندسة.
6- الموسيقى.
7- الفلك.
تلاحظ عزيزي، أنّ الرسم و النحت مثلاً(ناهيك عن التصوير الضوئي، الذي أُختُرِعَ حديثا) ليست من هذه الفنون. ذلك، لأنهم في أوروبّا آنذاك، لا يعتبرونها على مرتبة من الشرف توازي الفنون السبعة.
بعد قرون(أي في القرن 13 و 14 ميلادي) من التقسيم المذكور أعلاه، ظهر تقسيم موازٍ له. هو الفنون الميكانيكية السبعة(وربّما قصدوا بها الحِرَف). منها الطبّ، و الزراعة، و الصيد، و العلوم الحربية و التمثيل، وسواها. لم يكن حتى ذلك العهد، اعتراف صريح بفن الرسم. رغم أنه من خلال الفنون الميكانيكية السبعة، اعتُرِفَ به(أي الرسم) ضمنا.
و بالرجوع الى المواقع التي تهتم بتدريس الفنون الانسانية السبعة، وجدت تصنيفين(ليسا بمعنى التصنيف الحقيقي) لهذه الفنون. الفنون السبعة هي:
1- العمارة،
2- النحت،
3- الرسم،
4- الأدب،
5- الموسيقى،
6- المسرح،
7- و السينما.
film, drama, music, literature, painting, sculpture, and architecture
و التصنيف التالي يختلف عن سابقه باهمال السينما و تضمين الرقص(الحمد لله على العافية).
Painting | Sculpture | Architecture | Music | Literature | Dance | Drama
و تلاحظ أن التصوير الضوئي كذلك ليس منها. هذا رغم ظهوره قبل أن يعرف الانسان السينما. بل انّ السينما تطوّرت بتطور التصوير الضوئي. تفسير هذا، في الحقيقة، يحتاج الى بحث أوسع و جهد لا أستطيعه على الأقل الآن. لذلك، أعتذر منك...."
عزيزي أشرف، وكما تلاحظ، هناك بعض الخلط لديك بين ما اصطلح عليه قديما و حديثا. شاهد ذلك، ما ورد في بحثكم الكريم.
اقتباس من أشرف:
" ... هذا التقسيم بدوره يقودنا إلى مفاهيم فنية طرأت على الفن وقسمته إلى عدة تقسيمات على أساس المفهوم الذي بنينا عليه التعريف الأساسي للفن ومن هذه المفاهيم :
الفنون الجميلة : وهي ما كان موضوعها تمثيل الجمال كالموسيقى والتصوير والشعر والبلاغة والنحت وفن البناء والرقص .... "
فقد ضمنت بعض النشاطات الانسانية العليا القديمة، كالبلاغة(اضافة الى الشعر، دون ذكر الأدب مثلا أو المسرح)، وبعض مايدرس في المعاهد المتخصصة الآن كالرقص(دون ذكر السينما/الفن السابع).
طبعا أقدر أنا نتحاور في اصطلاحات فنية، و دون تحديدها بأطر محددة، لن تستطيع عزيزي تجاوز المراحل الأولى من العمق.
[line]
هناك شيء من عدم التحديد(الوضوح)، الذي يقود ربما الى الاستنتاجات الخاطأة. فمثلا:
الفنون البصرية،
الفنون الجميلة،
الفنون التشكيلية،
فن التصوير،
كل هذه الاصطلاحات تم ربطها دون تحديدها في بحثكم المرموق، اما برابط لغوي اشتقاقي، أو بسواه، للوصول الى أن الفن الضوئي هو فن تشكيلي. و الربط بتلك الطريقة و الأسلوب، ليس الوسيلة الأمثل لاثبات فكرتكم. فقد بدا لي(حين قرائتي لبحثكم) أحيانا أنّ كل أشكال الفنون و المعارف هي فن تشكيلي.
[line]
اقتباس من أشرف:
" ... حيث يقوم الإنسان بتجميع الهيئات والأشكال أسوة بالطبيعة التي تعد رائدة الفنون التجميعية "Combination Arts " أو ما يعرف بالفنون التشكيلية ..."
العزيز أشرف، أتدرك أن فن الضوء هو عكس ما ذكرته عن التشكيل هنا تماما؟.
عزيزي، علينا تقدير أمرين على الأقل في هذا النقاش الكريم:
1- مفهوم التشكيل شبع نضجا، ربما، قبل نشأة فن الضوء فضلا عن نضج مفهومه. اذن المفهوم الضوئي و كما يجب، لا يشترط أن يكون تكرارا لبعض التعابير العامة المستمدة من التاريخ دون أن يكون لها صلة وثيقة بروح هذا الفن. ان أصر البعض على التشابه اليسير، فربما لأنهم لم يلاحظو(أو حتى لم يحسوا، أو لم يمارسوا) الاختلاف الكبير.
2- الممارسة الفنية الضوئية في أرقى صورها تعكس(تقلب) سلوك الممارسة التشكيلية. فالأولى تجريدية و الثانية تضمينية أو ادراجية أو تجميعية.
3- الفن الضوئي، قد يكون تشكيلا كاصطلاح نظري وهذا لا ضير فيه. الاّ أن ادراجه ضمن الفنون التشكيلية المتعارف عليها من خلال الوسط التشكيلي، فيه ظلم كبير لمقدرات فن الضوء التعبيرية و سواها مما عجز و يعجز عنه بقية أشكال الفنون ناهيك عن الفنون التشكيلية فقط.

عزيزي، كان ما سبق غيض من فيض. وحتى تتلاقح الأفكار أكثر في هذا المحور الموقر، أتمنى منك مراجعة ردودي جميعا اليك، دون أن تقتصر على ردي هنا.
الأمر أعمق مما تتصوره بكثير. لدرجة تفرض علينا التريث طويلا بين كل سطر و سطر، و بين كل كتاب و كتاب.
لي عودة بمشيأة الله.
دمت في خير و سعادة.
__
أميل للاحساس ان التصوير الضوئي كأحد الفنون الجميلة FINE ART قد يندرج تحت الفنون التشكيلية رغم اختلاف الوسيلة , لا انني اعرف جيدا ان هذا التعريف (اقصد كفن تشكيلي حصريا) قد يكون اضيق مما تتسع له ابعاد النظرة الضوئية للتصوير كفن قائم بذاته لانه لن يشمل ان نحن افترضنا انه فن تشكيلي بحت اقسام تندرج تحت التصوير مثل التصوير الوثائقي من الصحفي والرياضي والدعائي والعلمي البحت وغيره , وكما اننا لا نضع السينماغروفي وهو فن حديث(احدث من الفوتوغرافي) يندرج تحت تعريف الفنون الجميلة تحت مظلة الفن التشكيلي فمن الاولى ان يخرج التصوير الضوئي من تحت هذه المظلة
هذا قيل
هناك الكثير من الاعمال الضوئية التي تحمل سمات الفن التشكيلي اما في الاسلوب (كفلسفة و تكوين اخراج بصري ) او في طريقة انتاج العمل( من ناحية المواد او الخطوات المستخدمة) او في الاثنان معا وهذا القسم من التصوير الضوئي (ما يعرف بالفاين ارت فوتوغرافي fine art photography ) قد يندرج مجازا تحت مسمى الفنون التشكيلية
عموما كرأي شخصي بحت اقول وما الذي يهمني ان اطلق عليه هذا الاسم او ذاك يبقى المهم هو جودة العمل بحد ذاته ومقدار مقاربته لذائقتي ولعواطفي اولا واخيرا وليكن اسمه ما يكون




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق